
حين تصنع الدقائق الفارق: كيف أنقذ أطباء مستشفى المواساة بالقطيف مريضًا من مصير مأساوي
في الساعة السادسة صباحًا، وصل شاب يبلغ من العمر 34 عامًا إلى قسم الطوارئ في مستشفى المواساة بالقطيف، يشكو من ألم حاد في الصدر، مع تاريخ مرضي يشمل تضخمًا في عضلة القلب وهبوطًا حادًا في كفاءتها. لم يكن أحد يتوقع أن ما سيحدث في الدقائق التالية سيحدد مصير المريض بين حياة طبيعية أو الإعاقة مدى الحياة.
وأثناء الفحص السريري، فقد المريض وعيه فجأة، وظهرت عليه أعراض عصبية : اضطراب في درجة الوعي، تلعثم في الكلام، وألم وضعف في الجانب الأيمن من الجسم. عند هذه اللحظة الحرجة، بدأ التحرك السريع والمنسق.
استجابت أقسام الطوارئ والقلب والمخ والأعصاب بنفس اللحظة حيث قاد فريق القلب، برئاسة الدكتورة نادية بركات، التقييم القلبي الذي لم يُظهر أية مؤشرات حادة في القلب، مما عزز الشكوك بوجود سبب عصبي. في الوقت ذاته، باشر فريق المخ والأعصاب، بقيادة الدكتور محمد الحجاب، الفحص العصبي، ليُشخّص بسرعة الحالة على أنها جلطة دماغية حادة.
في سباق مع الزمن، أُعطي المريض العلاج المذيب للجلطات خلال النافذة الزمنية الذهبية، وجاءت الاستجابة مذهلة: تحسّن وعيه و حركة الجانب الايمن تدريجيًا من الدرجة الأولى إلى الرابعة في غضون ساعات.
ولم يقف الفريق عند ذلك؛ فبهدف تحديد السبب الجذري للحالة ومنع تكرارها، أُجري تصوير بالرنين المغناطيسي للقلب لاستبعاد وجود أي تجلطات أخرى، وتم البدء بالعلاج المسيل للدم كإجراء وقائي فعال.
ما بين لحظة دخول المريض الى الطوارئ و حتى بدء العلاج , لم تكد تمر سوى دقائق ، لكنها كانت كفيلة بانقاده من الشلل ، تعافى المريض و عاد الى حياته الطبيعية ، يحمل امتنانا لا ينسى لفريق طبى اجتمع على التشخيص السليم و التحرك السريع و الرعاية المتكاملة.
هذه القصة ليست مجرد حالة طبية؛ بل شهادة حيّة على ما يمكن أن تصنعه الدقائق، حين يتلاقى العمل الجماعي مع الاحترافية في مستشفى المواساة بالقطيف