
طفل خديج يتجاوز التهاب الأمعاء الناخر ومتلازمة الأمعاء القصيرة
تم تحويل طفل خديج وُلِد في الأسبوع الـ 30 من الحمل من مستشفى آخر إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) في مستشفى الخبر، وكان عمره 10 أيام، وهو في حالة حرجة تُشير إلى تعفن الدم (Sepsis) والتهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC)، وهي من أخطر المضاعفات التي قد تصيب الأطفال الخدج.
وبتنسيق عالي المستوى بين الدكتورة فرح محمد شكيب هاجر – استشارية حديثي الولادة ورئيسة قسم الأطفال، والدكتورة فاطمة الفطوري – استشارية جراحة الأطفال، والدكتور محمد الأيوبي – استشاري التخدير، تم اتخاذ قرار إجراء تدخل جراحي بعد فشل العلاج الطبي في السيطرة على الحالة.
وخلال العملية، تم استئصال أكثر من 150 سم من أمعاء الطفل الدقيقة، وهو ما يُعد حجمًا كبيرًا جدًا بالنسبة لمولود خديج. دخل الطفل في رحلة طويلة ومعقدة داخل وحدة NICU، تلقّى خلالها علاجًا مكثفًا بالمضادات الحيوية، وتغذية وريدية كاملة (TPN).
نتيجة لاستئصال جزء كبير من الأمعاء، تطورت لديه متلازمة الأمعاء القصيرة (Short Bowel Syndrome)، وهي من المضاعفات المزمنة التي تتطلب رعاية متخصصة وطويلة الأمد. وبفضل جهود الفريق المتكامل في NICU، تمت إدارة الحالة بنجاح دون مضاعفات خطيرة.
تم خروج الطفل إلى المنزل وهو بعمر شهرين، ووزنه 1.8 كغ، وكان يعتمد على الرضاعة الفموية. واستمرت المتابعة في عيادة حديثي الولادة، وخلال زيارات المتابعة وصل وزنه إلى 4.5 كغ بعمر 5 أشهر مع نمو سريع وتعويض ملحوظ في الوزن.
هذه القصة تُجسد كيف أن هذا الطفل الرقيق قد مرّ برحلة معقدة، تطلبت مستوى عالٍ من التنسيق والخبرة في جميع التخصصات. وهي تؤكد أن وحدة NICU في الخبر أصبحت مركزًا مرجعيًا إقليميًا لعلاج الحالات المعقدة والخطرة في حديثي الولادة.